كثر الكلام في السنوات القليلة الماضية حول ثقل المحفظة على تلاميذ الابتدائي حتى أصبح هذا الأمر قضية رأي عام ووصل صداها إلى أعلى المستويات وبدأ أهل الاختصاص البحث عن السبل الناجعة من أجل التخفيف من ثقل المحفظة.
خرج الكثير من الفاعلين في الحقل التربوي بحلول شتى لهذه المعضلة فاقترح البعض تخصيص خزائن على مستوى المدارس ليحتفظ بها التلاميذ بالكتب والكراريس عوض حملها معهم إلى البيت لكن من يعرف المدرسة الجزائرية جيدا يدرك أن تطبيق هذا الحل صعب جدا نظرا للبناء الهيكلي للمدرسة الجزائرية الذي لا يسمح بإنجاز هذه الخزائن بسبب ضيق المساحة وعدم توفر مكان فعلي لإنجاز هذا المرفق سيما في المناطق النائية.
ومن بين الحلول المقترحة والتي جسدت فعلا هو دمج المواد المتشابهة في كتاب واحد فنجد مثلا في السنة الأولى و الثانية أربعة كتب عوض ثمانية فتم دمج كتاب اللغة العربية و التربية الإسلامية في كتاب واحد وتم كذلك دمج الرياضيات و التربية العلمية في كتاب واحد أيضا. لقد جاء هذا الحل على حساب المحتوى فتم حذف كثير من الدروس لكي يكون الكتاب خفيف الوزن وبالتالي سيكون هناك نقص واضح في التحصيل المعرفي.
من بين الحلول كذلك تم اقتراح تخصيص كتاب لكل فصل دراسي بدل كتاب واحد طيلة السنة وهذا الاقتراح لم ير النور بسبب أنه مكلف جدا و يتطلب عملا كثيرا من أجل تجسيده على أرض الواقع ومن المحتمل أن يضاعف التكاليف على أولياء الأمور خاصة الطبقة الهشة منهم فالكتب لن تكون مجانية في أغلب الحالات .
اللوحات الإلكترونية...أو الرهان من أجل تخفيف ثقل المحفظة
ترى وزارة التربية الوطنية أن حل مشكلة ثقل المحفظة لن يكون إلا عبر التكنولوجيا فبادرت إلى حل سيرى طريقه إلى الواقع خلال الموسم 2023/2022 هذا الحل هو التدريس باستعمال اللوحات الإلكترونية بدل الكتب و الكراريس فكل ما يحتاجه التلميذ سيكون موجودا على اللوحة الإلكترونية وبالفعل لقد بدأت الوزارة في تطبيقه عمليا من خلال إعداد مدارس نموذجية ثم تعميمه بعد ذلك على كل المدارس . سيشرع أولا في تطبيقه على المدارس الصغيرة ذات الأفواج القليلة التي لا يتجاوز عدد التلاميذ فيها تسعون تلميذا وأن تكون تعمل بالدوام الواحد كما اشترطت الوزارة أن تخصص المدارس المنتفاة مكانا آمنا لتخزين هذه اللوحات الإلكترونية حتى لا تفسد أو يتم سرقتها. كما ستشرع في تكوين الأساتذة لاستعمال هذه اللوحات ليكون كل شيء جاهز مع الدخول المدرسي.
لا ندري بعد المواصفات الفنية لهذه اللوحات مثل حجم الشاشة و الذاكرة وهل ستكون سريعة الاستجابة بما يكفي لتتجاوب مع سرعة التلاميذ وفضولهم . الأكيد أن تكلفة هذه اللوحات ستكون باهضة وحسب بعض المعلومات فإن أجزاءها ستصنع في الصين وتركب في الجزائر ليتم توزيعها لاحقا على المدارس في كل ربوع الوطن.
ستراهن وزارة التربية الوطنية على اللوحات الإلكترونية من أجل تخفيف ثقل المحفظة سيما وأن الأمر صدر من رئيس الجمهورية شخصيا فهل هو الحل الناجع فعلا لثقل المحفظة أخبرونا برأيكم أنتم ...الأيام القادمة كفيلة للإجابة عن هذا السؤال...قضية للمتابعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى التعليق باحترام