مساعد مدير إلى ناظر هل ينهي الجدل حول هذه الرتبة

ترقية مساعد مدير إلى ناظر

يعتبرها البعض أحسن رتبة في التعليم كونها غير مرتبطة بأية مسؤولية ويعتبرها البعض الآخر أسوأ رتبة فعدم وجود مسؤولية هو نقمة وليست نعمة أثارت الكثير من الجدل منذ استحداثها إنها رتبة مساعد مدير في المدرسة الابتدائية الذي لم يتفق اثنان حول مهامه بالضبط .

غموض في المهام

على الرغم من أن المادة 150 من المرسوم التنفيذي رقم 08-315 الصادر سنة 2008 المتضمن القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية حاولت تحديد مهام مساعد مدير المدرسة الابتدائية بالقول:(( يكـلف مسـاعد مـدير المدرسة الابتدائية بمساعدة المدير في التسيير الإداري و التنشيط التربوي للمؤسسة وكذا في تسيير المطاعم المدرسية ويمكن أن يكلف بمهام التدريس في حالة غياب المعلمين وينوب عن المدير في حالة  حدوث مانع)) غير أن هذا التحديد في المهام بقي غامضا ما أدى إلى تفسيرات كثيرة سيما من مديري الابتدائيات فالتسمية هي مساعد لكن أغلب المديرين ينظرون إليه على أنه خادمهم الخاص أما بالنسبة إلى المساعدين أنفسهم فيرون أن التسمية بحد ذاتها خاطئة ويفضلون اسم نائب .

مهام مساعد المدير حسب المرسوم 08-315

التسمية الخاطئة

إذا جئنا من باب التسمية الأصلية كما وردت في المرسوم التنفيذي فهي مساعد مدير أي يساعد المدير في مهامه لكن الإشكال هو كيف يساعده ؟ هذا هو الإشكال بالضبط إذا سلمنا أن مهام مساعد المدير واضحة. هل يعمل كسكرتير خاص ؟ هل يبقى في المكتب وينتظر أوامر المدير؟ أم هل يبادر تلقاء نفسه إذا رأى ما يستحق المبادرة ؟ هل يتخذ قرارت و المدير موجود؟ هذه أسئلة وغيرها بقيت بدون إجابة والبعض أجاب عنها على حسب أهوائه. فالتسمية خاطئة من أساسها.

وهذا ما يسبب وجود صراعات كثيرة بين المدير ومساعد المدير تصل أحيانا إلى تدخل مفتش الإدارة لفض النزاع بينهما تنتهي غالبا برحيل المساعد إلى وجهة أخرى 

المديرون: لا نريد مساعد مدير

لا يجد معظم المديرين حرجا في التصريح بأنهم ليسوا في حاجة إلى وجود منصب مساعد مدير بالمدارس التي يديرونها فهو حسبهم منصب مثير للمشاكل كما أنهم لا يحبون اقتسام سلطتهم المفترضة مع أحد ينظرون بريبة إلى هذا الوافد الجديد عليهم فمنهم من يغلق كل الأبواب في وجهه فيكون مصيره التهميش ما يبقي مساعد المدير بلا مهام إلا الدوران في ساحة المدرسة. البعض الآخر يعطيه بعض المهام لكن تحت إشراف مشدد منه خشية أن يتدخل في صلاحيته المزعومة و منهم من يسند إليه كل شيء ويرتاح هو أو يكتفي بدور المراقب. ومنهم من يسند إليه تسيير المطعم المدرسي كله وكثير من المديرين أصبحوا يتصرفون في وجود هذا المنصب ضمن الخريطة التربوية فيحذفونه جملة وتفصيلا على الرغم من أن استحداث منصب مساعد مدير بالمؤسسة خاضع إلى شروط لا يتحكم فيها المدير وهي عدد التلاميذ المتمدرسين يفوق 400 تلميذ ووجود مطعم مدرسي وعدد الموظفين والأعوان  ولكن الواقع هو وجود كثير من الابتدائيات من يتوفر فيها هذه الشروط ولا يوجد بها منصب مساعد مدير بسبب تدخل المدير لدى مديرية  التربية من أجل الحيلولة دون تعيين مساعد مدير بمدرسته وكأنها ملك أبيه.

شروط استحداث منصب مساعد مدير

 والسبب الآخر الذي جعل رؤساء المؤسسات يرفضون تعيين مساعد مدير هو وجود أصحاب عقود الإدماج الذين يعملون كل شيء في الإدارة بل ويسند إليهم المدير جل الأعمال الإدارية التي تتعبه مثل تنظيم ملفات التلاميذ واستخراج الشهادات وغيرها ما يجعل مساعد المدير في حل من كل شيء بدون عمل حقيقي في المدرسة .

الحاسدون

الأساتذة في المدرسة ومن ورائهم المدير ينظرون إلى مساعد المدير على أنه في راحة تامة فهو بلا مسؤولية وبالتالي فهو لا يتعب أثناء العمل يظل جالسا طوال الوقت ممسكا بهاتفه أو تجده طول الوقت مع حارس المدرسة وكأن شؤون المدرسة لا تعنيه حسبهم فتارة يطلبون منه أن يريحهم قليلا من مشقة التدريس  لأنه يظل مرتاحا طول النهار ولا يجدون حرجا في التصريح بذلك علانية فهو محسود من طرف الجميع.

مساعد المدير كطوق نجاة

مديرية التربية تعتبر مساعد مدير المدرسة الابتدائية كطوق نجاة تلجأ إليه عندما تواجه مشكلا في شغور منصب مدير فتكلفه بإدارة المدرسة إلى حين حتى ولو كانت المدرسة كثيرة العدد المهم عندها أن لا تبقى المدرسة بلا مسير وكثير من المساعدين يجدون ذلك فرصة للهروب من النزاعات على الرغم من أن تسيير المدرسة من قبل مساعد المدير لا يترتب عليه أي أثر مالي. وعند التعيين أول مرة فإنها تختار الأماكن النائية أولا لتسد به الشغور وبعدها فهي لا تكترث لأمره البتة.

المدرسة بإمكانها أن تعمل بدون مساعد مدير

بعكس الأستاذ و المدير و الحارس و الطباخ وعامل النظافة الذين لا يمكن للمدرسة أن تعمل بدونهم فإن  مساعد المدير وجوده من عدمه لا يؤثر في عمل المدرسة ويمكنها أن تعمل بدونه مالم يكن له مهام محددة والدليل أنه ليس كل المدارس يتوفر فيها منصب مساعد مدير حتى الكبيرة منها ومع ذلك فهي تشتغل من دون أية مشاكل بل يحدث أن يكلف المساعد بإدارة مدرسة أخرى عن طريق التكليف فيضطر إلى ترك منصبه الأصلي دون أن يؤثر ذلك على السير الحسن للمؤسسة.

القانون الأساسي المنتظر هل سينصف مساعد المدير

منذ مدة ليست بالطويلة شرع في تعديل القانون الأساسي الخاص بالتربية وتسربت أنباء -يراها البعض أنها مؤكدة- على أن رتبة مساعد مدير ستتحول إلى ناظر مثلما هو الحال في المتوسط والثانوي وستصبح رتبة مساعد مدير آيلة للزوال وأن الناظر بهذه الصفة ستكون له مهام واضحة جدا دون أن يدخل في صراعات مع المدير حول تقاسم التسيير وأن الناظر لن يفصله عن المدير إلا درجة واحدة وتغير التسمية سيعني الكثير فلن ينظر المدير إلى الناظر على أنه جاء ليخدمه بل هو معين من أجل شيء محدد وكفى وتؤكد مصادر أخرى أن الناظر ستكون مهامه بيداغوجية مثل مراقبة تقدم البرامج وغيرها.وعلى كل حال فإنه لم يبق إلا القليل من الوقت ليتعرف الجميع على هذه الرتبة الجديدة ونعني بها ناظر في الابتدائي وسنرى إن كانت ستحدد له مهام لا لبس فيها وسنرى إن كانت المشاكل في الرتبة السابقة ستختفي أم أن الذهنيات لا تتغير.

            ***إذا أعجبك المقال اضغط هنا***