في عام 2025، شهد ملف توظيف وإدماج الأساتذة المتعاقدين في الجزائر تطورات مهمة بصيغة قرارات تنفيذية وإجراءات على الأرض تهدف إلى دمج هذه الفئة الكبيرة من المعلمين في الوظيفة العمومية لضمان استقرارهم المهني وتحسين جودة التعليم. إليكم ملخص شامل عن هذا الملف
خلفية الملف وأهميته
يُعد توظيف وإدماج الأساتذة المتعاقدين من أبرز القضايا التي تصدرت أجندة وزارة التربية الوطنية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، حيث يمثل هؤلاء الأساتذة شرائح كبيرة تعمل بعقود مؤقتة تعرقل استقرارهم المهني والاجتماعي، مما كان يشكل تحدياً في تحسين الأداء التربوي. في موسم 2024/2025 وحده، تجاوز عدد الأساتذة المتعاقدين 82 ألفًا، وهم موزعون عبر مختلف الأطوار التعليمية، من الابتدائي إلى الثانوي، مع طلب متزايد للإدماج في مناصب قارة تضمن لهم حقوقهم القانونية والاجتماعية.
المرسوم التنفيذي وجهود الإدماج
في 2 يونيو 2025، صدر المرسوم التنفيذي رقم 25-152 في الجريدة الرسمية، الذي أقر إدماج الأساتذة المتعاقدين القائمين بالخدمة ضمن المؤسسات العمومية للتربية والتعليم. ووفقًا لهذا المرسوم، يتم إدماج الأساتذة القيد الخدمة إلى غاية تاريخ 23 مارس 2025، بشرط استيفائهم لشروط التوظيف في الوظيفة العمومية والتخصصات المطلوبة، وأن يكونوا يشغلون مناصب مالية شاغرة نهائيًا، مع تسجيل خبرة قانونية بالمدة القانونية في الرتب الموافقة لشهاداتهم.
ينص المرسوم على أن الإدماج يتم بصفة متربصين، ثم يتم الترسيم في الوظيفة وفق التنظيم الساري، مع تطبيق المستجدات اعتبارًا من تاريخ 23 مارس 2025. كما تم الاتفاق على آليات تطبيق هذه الأحكام في تعليمة مشتركة بين وزارتي المالية والتربية الوطنية والسلطة المكلفة بالوظيفة العمومية.
شروط الإدماج وأبرز المعايير
تتضمن الشروط العامة التي يجب أن يستوفيها الأساتذة المتعاقدون عدة معايير أساسية، منها:
-
تمتع المتعاقد بحقوق مدنية كاملة.
-
عدم وجود سجل جنائي يعيق ممارستهم للعمل.
-
الوضع القانوني السليم فيما يخص الخدمة الوطنية.
-
القدرات البدنية والذهنية المناسبة للتدريس.
-
تطابق المؤهل الدراسي مع التخصص الذي تم التوظيف بناءً عليه.
-
ممارسة مهنة التدريس بشكل فعلي في المؤسسات التعليمية العمومية حتى تاريخ 24 مارس 2025.
-
حمل مقرّر التوظيف الرسمي
يُشدّد المسؤولون على ضرورة استيفاء هذه المعايير لضمان إدماج من يستحق، مع مراعاة الشروط التي تحمي جودة التعليم واستقرار العمل في القطاع.
خطوات التنفيذ والجهود الميدانية
تعمل مديريات التربية الوطنية عبر مختلف الولايات الـ60 في الجزائر على تطبيق القرار الرئاسي بإدماج أكثر من 82 ألف أستاذ متعاقد، عبر تدابير تسوية فورية لتثبيت وضعهم الإداري والمهني. كما يتم تنظيم مسابقات للترسيم وتوفير فرص التوظيف لذوي الشهادات العليا مثل الماجستير والدكتوراه في مؤسسات التعليم العالي
ومن المتوقّع صدور منشورات رسمية تحدّد الكيفيات التفصيلية للإدماج، وربما تعتمد على آليات وإجراءات مشابهة لتلك المعمول بها في القرارات السابقة المتعلقة بإدماج دفعات كبيرة من الأساتذة المتعاقدين خلال السنوات الماضية
مطالب المجتمع التعليمي والتطورات المستقبلية
ما يزال ملف إدماج الأساتذة المتعاقدين محل متابعة حثيثة من قبل النقابات والمجتمع المدني والبرلمانيين، بهدف تسريع وتيرة الإدماج وتوفير بيئة تثبت مهنة التدريس وتضمن حقوق أصحابها. مطلبيًا، يطالب حاملو الشهادات العليا من الأساتذة المتعاقدين بحقوقهم التوظيفية في الجامعات، مما يضيف بُعدًا جديدًا للملف وأهمية خاصة في تحديث التعليم العالي.